مطابخ | معرض رقميّ

من معرض «مطابخ»

 

يستكمل الفنّان الفلسطينيّ علاء البابا، في معرض «مطابخ» - أُقِيمَ في «غاليري باب الدير» (2022) - رحلة  استكشاف المخيّم، فارضًا نفسه بجرأة أكبر في انتقاله من تفاصيل العمارة الخارجيّة الأفقيّة للمخيّم، ليقوم بـ ’تصغير هائل لعدسته‘ وصولًا إلى التصوير المباشر لأكثر الأماكن بساطة وعفويّة وودّيّة، أي المطابخ، الّتي تعدّ فضاءًا خاصًّا لسكّان المخيّم. وذلك ربّما لأنّ المطابخ، بالرغم من بساطتها وفوضويّتها، تنبض بالتفاصيل الحياتيّة والحكايات الّتي لا تنتهي مثل أزقّة المخيّم وأسطحه.

منذ بداية مسيرته الفنّيّة والمخيّم يشكّل تجربة خاصّة لمساحات عمل البابا، بوصفه تجربة دائمة للبحث والإنتاج؛ ففي معرضه «المخيّم» (2020)، أنتج علاء البابا لوحات أعادت بناء المخيّم بالتركيز على تفاصيله المعماريّة الأفقيّة، تمامًا مثلما تظهر من الخارج، بحيث تظهر العمارة برؤية خاصّة تعكس علاقة الفنّان بالمكان بكافّة تفاصيله الإنسانيّة والبصريّة، من خلال استخدام الألوان الصارخة بدرجاتها المتعدّدة الّتي تجعل من الأسطح والأزقّة الضيّقة المهترئة أماكن جميلة تضجّ بالحياة.

خلال معرض «مطابخ»، يقدّم البابا مجموعة أعمال ليست جديدة فحسب، بل متشابهة في كثافة تفاصيلها ودقّتها مثلما هي في واقع المطابخ الّتي زارها في المخيّم؛ فنرى ترابطًا قويًّا وواقعيًّا بين أدوات المطبخ المختلفة من الأواني إلى الرفوف والمعلّبات، وغيرها من تفاصيل أخرى مرئيّة وغير مرئيّة مختبئة، والّتي برمّتها تعكس تركيبة مجتمعيّة خاصّة بالمكان نفسه. لكنّ البابا كسر واقعيّة اللوحات مستخدمًا ألوان خلفيّة من خياله الخاصّ، ألوانًا عميقة وزاهية لا تضفي جمالًا بصريًّا فحسب، بل ترغم الناظر على التأمّل مطوًّلًا لا في التفاصيل والتقنيّات فقط، بل حتّى في أدقّ تفاصيل العمل ليتمكّن من تخيّل أصوات المكان والأواني والحكايات الّتي تخرج من سكينة القماش.

تنشر فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة معرضًا رقميًّا يضمّ بعض لوحات معرض «مطابخ».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

علاء البابا

 

 

 

فنّان فلسطينيّ وُلِدَ في القدس عام 1985، شارك بعد تخرجه من «أكاديميّة الفنون الدوليّة - فلسطين»، في العديد من المعارض المحلّيّة والدوليّة. يتألّف أبرز مشاريعه «مسار السمك» من 18 لوحة جداريّة منتشرة حول فلسطين والأردنّ ولبنان، حيث تنعكس تجربة اللاجئ الفلسطينيّ في مسار الأسماك في المحيط.